بحث هذه المدونة الإلكترونية

السبت، 8 يونيو 2013

رَحيلٌ إلى الذاكِره

كَثيرآ ما تَعَوَدَ عَلى الرَحيل حَتى سَأَمتْ حَقائِبهُ مِنْ كَثرَةِ التَرحال. كانَتْ لَهُ ذِكرياتٍ هُنا وَ هُناكْ, أما الآن فَليسَ لَهُ مِنها أيُ نَصيبٍ فَكَثرةُ التَرحالْ لَم تَدعْ لَهُ وَقتآ كافيآ لِيَنسُجَ فيهِ الذكريات, وَ لَمْ يَعُد رأسُهُ قادِرآ على إدفاء الوسائد الموحشه, بِكُل بساطةٍ أصبحَ مُجرَد جَسدٍ هائِمٍ.
ها هُوَ الآن يَكتفي مِنَ التَرحال, يَمَلُ بُرودةَ الوسائد, و يَكرَه كُثرَةَ تَغيرِالوجوهِ فَيُقَرِرُ أنْ يَثور على تَرحالهِ, فَبَعدَ الآن لن يَرحلْ, لَن يَرتَحِلَ سِوى لِمَرَةٍ واحِدَةٍ, رَحيلُ إلى الذاكِره.
هَلْ يا تُرى سَيدخُلُ متاهةَ الذاكِرة؟!! وَ هَل سَيَرتَحِل مِن ذِكرى إلى أُخرى, هَلْ يا تُرى سَيجولُ بَينَ الكَثيرِ مِنَ الأبوابِ؟!! كَثيرةُ هِيَ الأبواب فَمِنها المُقفَلة, وَ مِنها المُوصدة, و مِنها المُفَوَهه, لكِنها مُتشابِهةٌ في تَفاصيلها وَ تَغلُبُ عَلَيها العَتمه كَما تَغلُبُ عَلى كُلِ شَئٍ فَتَختَفي أغلبُ التَفاصيلْ فَيَغدو كُلُ شَئٍ مُوحِشآ, كُلُ شَئٍ إلا تِلكَ البابُ البيضاءْ.
سَيَرحَلُ إلى الذاكِره.
أيدعوهُ رَحيلآ إلى الذاكره؟؟ أم رَحيلآ إلى عالمِ الخيال؟؟ لا تَستَغربوا حيرَتَهُ, فَما رأهُ هناكْ لَمْ يَكُن مَحظَ ذِكرى وَ لَم يَكُن ضَربآ مِنَ الخَيالْ ..... لَم يَكُن قادِرآ على تَسميَتهِ!!!
عَبقٌ مِنَ الياسمينِ البَري تَغلبُ على كُل شئٍ, على كُلِ الثَنايا, على كُلِ المكانْ, فَعِطرُها القَديم لا زالَ فواحآ, و ما يَزالُ يَغمِرُها. تِلكَ الأمشاط الصغيرة, عاجيةٌ بيضاءْ, تَختَبئُ خَجلآ في ثَنايا شَعرها الأسود فَبياضُ العاجِ خَجِلٌ أمامَ بَشَرَتِها المُوشَحة بِمسحاتٍ زَهريه. عَيناها مُتَلَئلِئتان كَتلؤلؤِ ضَوءِ القَمرْ عَلى المحيطِ. إبتسامَتُها الخَجِلةُ لا تَكادُ تَثني شَفتيها المُخمَليتانْ. لِلأن لَم يَعرف أهي ذِكرى أم خيالْ؟! هَل ثارَ على تِرحالهِ وَ حُرِيَتِهِ لِيُصبِحَ أَسيرَ الذِكرى وَ أَسيرَ الخَيالْ, أسيرَ الغَجريةِ السمراءْ. هَلْ يا تُرى سَيَهجُرُ الذِكرى أَمْ تُراهُ سَيَكُفُ عَنْ تِرحالِهِ؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق