بحث هذه المدونة الإلكترونية

السبت، 8 يونيو 2013

ذاكِرةٌ تَحتْ الغُبار

لِكُلٍ مِنا تِلكَ الذِكريات المَحبوسة في الصَناديق الخَشبية وَ العُلَب المعدنية القَديمة, ذِكرياتٌ مركونةٌ في الرفوفِ العُلوية, يَحْتَضِنُها الغُبارْ, وَ لا تَكادُ ترى الضَوء إلا في المُناسباتْ. وُجوهٌ, أماكنٌ, مَواقِفٌ, و مَشاعِرٌ سَجناها في أوراق و طَمرناها داخِل العُلَب... أَحببناها في يومٍ ما و لكِننا تَناسيناها لِسببٍ أو لأخر.
وُجوهٌ لا نَزالُ نَذكُرُ إبتساماتِها, نَعرفُ كُل تَفاصِيلِها, و لِألأن نَشُمُ عِطرها, أماكنُ عَرَفت أسرارَنا وَ إحتَوَت حتى جُنونا, مَواقِف أَجهشنا لِبعضِها بِالبُكاء, وَ ضَحِكنا بِهستيريةٍ لِلأُخرى, و لَحَظاتٌ أطلقنا فيها العَنان لِجنونِنا, تَقارَبنا فيها مِنْ بَعضِنا و تَعاهدنا عِندها ألا نَدع أيَ شَئٍ يُفَرقنا... كُل هذا أصبحَ مُجَرَدَ ذِكرى نراها على الأوراقْ المُلَونة فَنَضحَكُ لَها لِوَهلةٍ ثُم يُسرِع التجَهمُ لِيَعلو وجوهَنا مِن ذكرى مُؤلِمة حَطَمَتْ كُل عُهودِنا وَ طَغَتْ على إبتساماتِنا.
نَحْتَضنُ بَعضها مِرارآ و تِكرارآ, نُخاطِبُ البَعضْ مِنها, نُقَبِلُ البَعضْ الأخرْ, وَ نُحَرِكُ أنامِلنا بِرفقٍ على الأخيرةِ, نَنثُرُها و نَتَوَسطها فَنعيشُ كُلِ لَحضاتِها بِكُلِ تَفاصيلها, نُقَلِبُ بَعضها لِنقرأ بِضع كَلمات و حَفنةً مِن الأرقامِ مَكتوبةٌ عليها. في يَومٍ ما كانتْ تَعني لنا الكَثير و ما زالتْ كذلِكَ, لكِنها الأن لا تَعني شيئآ!!!
وَداعُ, فِراقٌ, جَرحٌ, و خَيبات أملْ, كُلها إجتَمَعتْ تَحتْ مُسمى القَدرْ.كُل هذهِ الذكريات كانتْ أحلامآ و أصبحتْ أخيرآ واقِعآ لكِنَهُ ليسَ الواقِع الذي كثنا نَحلُمُ بِهِ. حينما عَرفنا الوداعْ, نَضِج فِهمُنا حَتى أصبَحنا مُدركين ما المغزى مِن أجتماعِنا أنذاك. أصبحنا نَعرِف أنَ كُل ذِكرى أصبحتْ وَداعآ, أصبحتْ صورآ ملونة مرميةٌ في إحدى زوايا النِسيانْ.
كُل ذِكرياتِنا مسجونةٌ الأنْ. كُنا نَزورُها مِرارى و تِكرارآ فَأصبحنا نَزورُ البَعضَ مِنها كُلما إشتَقنا لِذكرى حزينةٍ, بَعضها هجرناهُ وَ لا نَذكُرُ مَتى كانَ ذلكْ....هكذا هِيَ ذِكرياتُنا بَدأتْ بِكُلِ شَئ و أنتَهتْ بِلا شَئْ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق