لقيتها ليتني ما كنت ألقاها | تمشي وقد أثقل الإملاق ممشاها |
أثوابها رثة والرجل حافية | والدمع تذرفه في الخد عيناها |
بكت من الفقر فاحمرت مدامعها | وأصفر كالورس من جوع محياها |
مات الذي كان يحميها ويسعدها | فالدهر من بعده بالفقر أنساها |
الموت أفجعها والفقر أوجعها | والهم أنحلها والغم أضناها |
فمنظر الحزن مشهود بمنظرها | والبؤس مـرآه مقرون بمرآها |
تمشي وتحمل باليسرى وليدتها | حملا على الصدر مدعوما بيمناها |
تقول: يا رب لا تـترك بلا لبن | هذي الرضيعة وارحمني وإياها |
كانت مصيبتها بالفقر واحدة | وموت والدها باليتم ثناها |
هذي حكاية حال جئت أذكرها | وليس يخفى على الأحرار مغزاها |